عيون تملاها الاحزان مشرف
عدد المساهمات : 191 تاريخ التسجيل : 20/06/2011 العمر : 46
| موضوع: اللقب الذي لم تحلم به قط الإثنين أغسطس 15, 2011 9:21 am | |
| طبيب ...... مهندس ....... محاسب ....... دكتور ........ صحفي ........ مفكر ....... داعية ....... ألقاب ألتصقت بالكثير منا و إلتصق بها أصحابها و سعوا إليها سعي المجد و العطشى ... كلنا سعى بكل جد و إجتهاد للقب واحد من هذه الألقاب و منا من سعى ليحمل أكثر من لقب منها فصار يحمل اللقب قلباً و قالباً ... ينشر بين الناس بسلوكياته فحوى هذا اللقب فهو طبيب شكلاً و تشكيلا مهندس رسماً و تصميما ... و ... و .... . و لكن هل تعلم يا أخي ما هو اللقب الذي يسعى إليك و لم تسعى إليه .. اللقب الذي سيلازمك و تلازمه شئت أم أبيت و سيبقى ما دامت الدنيا ليسبق النطق باسمك كلما ذكرت .......... اللقب الذي لم و لن تحلم به قط ........... إنه لقب .... المرحوم ( فلان ) أو بمعنى أكثر دقة ............ لقب .......... ميت !!!!! نعم ..... هل فكرت يوماً في أنك ستحمل هذا اللقب ......... هل فكرت يوماً أن كل ما سعيت له من ألقاب و إجتهدت و سهرت و تعبت حتى تناله سوف يلغى و يبقى هذا اللقب ....... أو على الأقل سيسبق لقب مرحوم كل هذه الألقاب ......... و إذا كنت ممن تمعنوا في اللقب و عرفوه ........ هل علمت أنك صائر إليه لا محالة ......... هل علمت أن لهذا اللقب تبعات ..... هل علمت أن حصولك على هذا اللقب يعني إنتهاء سعيك الدنيوي و تحديد مصيرك .. فإما إلى جنة ( نسأل الله أن يرزقنا الجنة ) و إما إلى .................... نـار . و هل علمت أن مصيرك هذا يحدده الله برحمته ثم عملك .... و إذا علمت فلي عندك سؤال أتوجه به لنفسي قبلك ......... و هو .......... ماذا أعددت من أعمال تلقى بها الله ؟ سؤال لا يحتاج لكثير من تفكير و لا حسابات ....... فأنت أدري بما خط في كتابك ....... أنت أعلم الناس بما إكتسبت ........ ما هو العمل الذي ستقف به أمام الله ليشفع لك عنده أو تطلب من الله المغفرة به .......... هل ستجد في كتابك بر لأهلك يشفع لك ........ أم تقصير و إهمال ... بل قد يكون عقوق . هل ستجد في كتابك صلة للرحم ......... أم .... قطيعة . هل ستجد في كتابك أعمال نصرت بها دينك فمكن الله بها لهذا الدين ... أم ستكون ممن هدموا الدين ببدع و سنن و أعمال ما أنزل الله بها من سلطان . هل وافق قولك و فعلك كتاب الله و سنة رسوله ................. أم وافق كتاب الشيطان و سنته . هل كنت ممن دافعوا عن داعاة الحق أو على الأقل صمتوا فلم ينالوا من علمهم و عرضهم ......... أم ستكون ممن أكلوا و نهشوا لحومهم ... يحضرني الأن حديث الثلاثة الذين أوى بهم المبيت إلى غار فسدته صخرة عليهم و هو مما أخبرنا به رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلم - و لست هنا لأعرض الحديث فأغلبنا يعرفه و لكن ما حضرني في هذا الحديث أنه كان لكل منهم عمل صالح أستشعر أنه فعله لله خالصاً لا يبتغى به سواه فدعا الله به ففرج الله عنهم بصالح هذه الأعمال ..... فهل تجد في حياتك عملاً خالصاً لله ترجو من ورائه مغفرة الله و رفع الكربات ............ كانت لهم أعمال صالحة فماذا يكون لنا ........ يا أخي أسمح لي أنا أنادي نفسي و إياك بلقبنا المنتظر و الدائم .......... يا ميت ..... ماذا أعددنا لهذا اللقب ...... ماذا أعددنا للقاء الله . حديثي ليس إلا وقفه مع نفسي أولاً و ثانياً أحببت أن تمتد لأخواني لتصبح دعوة عامة لمصارحة النفس بسؤال واحد و هو : ماذا أعددت للقاء الله ؟ و أترك لك الإجابة مع هذه الآية ........... {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة281
| |
|